Devoir de Philosophie

Gatf

Publié le 27/02/2008

Extrait du document

م1120 م حتى عام 1623 م عندما وحد فخر الدين جميع الإمارات اللبنانية. يعد فخر الدين الثاني أعظم وأشهر أمراءبلاد الشام عموما ولبنان خصوصًا، إذ أنه حكم المناطق الممتدة بين يافا وطرابلس باعتراف ورضا الدولة العثمانية، وينظر إليه العديد من المؤرخين على أنه أعظم شخصية وطنية عرفها لبنان في ذلك العهد وأكبر ولاة الشرق العربي في القرنين السادس عشر والسابع عشر. يُعتبر فخر الدين الثاني الأمير الفعلي الأول للبنان، إذ أنه هو الذي ضمّ جميع المناطق التي تُشكل لبنان المعاصر تحت لوائه، بعد أن كان يحكمها قبل عهده أمراء متعددون، وبهذا، فإنه يُعتبر \"مؤسس لبنان الحديث\". كان فخر الدين سياسيّا داهية، فقد استطاع أن يمد إمارته لتشمل معظم سوريا الكبرى، ويحصل على اعتراف الدولة العثمانية بسيادته على كل هذه الأراضي، على الرغم من أن الدولة في ذلك الوقت كانت لا تزال في ذروة مجدها وقوتها ولم تكن لترضى بأي وال أو أمير ليُظهر أي محاولة توسع أو استقلال أو ما يُشابه ذلك. تحالف فخر الدين خلال عهده مع دوقيومع إسبانيا، وازدهرت البلاد طيلة أيامه وكثرت فيها أعمال التجارة معأوروبا والدول المجاورة، وعاش الناس في رخاء وراحة، إلى أن عاد السلطان العثماني مراد الرابع ليرى بأن فخر الدين يُشكل خطرًا على السلطنة بعد أن ازدادت سلطته وذاع صيته في أرجاء الدولة وتحالف مع أوروبا، فأرسل حملة عسكرية تمكنت من القبض على الأمير وإرساله إلى اسطنبول حيث أعدم. يعرف فخر الدين بن قرقماز معن بالثاني لأن جده كان يُدعى فخر الدين أيضًا، ويُقال له الكبير لأنه أعظم أمراء لبنان في القرنين السادس عشر والسابع عشر، ولم يحصل أن كان هناك أمير لبناني آخر بعظمته من قبل، ولم يأتي أمير بعده مماثل له، إلا بعد 153 سنة، وكان هذا الأمير بشير الثاني الشهابي. يرى بعض المؤرخين أن \"فخر الدين\" ليس اسمًا وإنما هو لقب للأمير المعني؛ مثل \"صلاح الدين\" و\"نور الدين\" وغيرهما من الألقاب التي كان الأمراء يتلقبون بها في القرن السادس عشر وما قبله، ويقول هؤلاء المؤرخون أن اسم فخر الدين الأول هو عثمان، وبالتالي فإن فخر الدين الثاني قد يكون اسمه \"عثمان\" أيضًا تيمنًا بجده. وليس هناك ما يمنع أن يكون هذا الرأي صحيحًا. وعلى كل حال فقد غلب لفظ فخر الدين على كلا الأميرين