Devoir de Philosophie

ziaks

Publié le 10/01/2011

Extrait du document

تقوم الفلسفة العدمية المادية لنيتشه على تحرير الإنسان من بقية الـ \"أوهام\" التي تتعلق بالثبات والتجاوز والكلية، وأن يطهر المجال الفلسفي تطهيرا تاما من \"ظل الإله\"، بمعنى تطهيره من القيم والثوابت والثنائيات والغايات (إن كانت أخلاقية أو معرفية) المتجاوزة للمادي والمباشر.

فما كان يسمى قبل نيتشه \"فلسفيا\" مقدسا وحقا وخيرا ومطلقا ويقينيإ، حطمه نيتشه على محرابه المقدس\"إرادة القوة\"!

ففي كتابه \"أفول الأصنام\" يؤكد في أكثر من سياق أن استلاب الإرادة للنص أو القيمة أو المفهوم هو المبرر لاختلاق الوهم على وجود إرادة متجاوزة للحواس. \"فالذي لا يعرف كيف يوظف إرادته في الأشياء يضفي عليها معنى ما على الأقل.. فذلك يوهم بأن ثمة فيها إرادة مسبقا (أساس الإيمان)\".

فهو يرى إن إفناء الأساس الديني للأخلاق لن يتأتى بدءاً إلا بالقضاء على اليقين المعرفي، وعلى فكرة الأخلاق في ذاتها، وصولا إلى فكرة الوجود الثابت، أي على المركز المنبثقة منه إن كان مركزا مؤلها \"إلاهيا\" أو\"إنسانيا\".

ويمكن أن نقول إن نيتشه أسس فلسفته العدمية على عبارته الشهيرة \"لقد مات الإله\" ومن ثم لم يدخر جهدا في تطهير العالم من بقايا ظلال قد تركها الإله على الأرض بعد موته. وهي كما يقول: \"فكرة مرعبة لكنها مبهجة! هي مرعبة لأننا نشعر أن خالقنا السابق هجرنا، ومع ذلك فهي مبهجة لأننا نشعر فجأة أن عالمنا انفتح أمامنا إلى ما لا نهاية. فأي شيء الآن يمكن أن نتخيله؟!\"